التعصب الضمني: طبيعته وتأثيراته – تقرير من صحيفة الرياضية

Laila Abdi

less than a minute read

Post on May 29, 2025

4.6

Share

يُعرف التعصب الضمني بأنه نمط من التفكير المُسبق والحكم المُسبق على الأفراد بناءً على انتماءاتهم الاجتماعية أو الجنسية أو العرقية أو الدينية، دون وعي كامل من الشخص نفسه. إنه تحيز ضمني يتجلى في سلوكياتنا وأحكامنا، مُؤثراً سلباً على مختلف جوانب الحياة، من العلاقات الشخصية إلى فرص العمل، وصولاً إلى عالم الرياضة الذي سنتناوله في هذا التقرير من صحيفة الرياضية. يُعتبر فهم طبيعة التحيز الضمني وآثاره الخطيرة خطوة أساسية نحو بناء مجتمع أكثر عدلاً وتسامحاً. سنستعرض في هذا المقال آليات عمل التعصب الضمني، طرق قياسه، أشكاله المختلفة، وتأثيراته المدمرة على الأفراد والمجتمع، مُسلطين الضوء على أمثلة من عالم الرياضة. الكلمات المفتاحية: التعصب الضمني، التحيز الضمني، اللاوعي، السلوك، التمييز، الرياضة، المجتمع، الجندر، العرق، الدين.

2. طبيعة التعصب الضمني:

الآليات النفسية الكامنة وراء التعصب الضمني:

يتشكل التعصب الضمني نتيجة لتفاعل مُعقد بين التجارب الشخصية والبيئة الاجتماعية. نمتصّ التحيزات من خلال التنشئة الاجتماعية، وسائل الإعلام، والتفاعلات اليومية. تُساهم هذه العوامل في بناء روابط ذهنية تلقائية تربط بين فئات اجتماعية معينة وصفات سلبية مُحددة. مثلاً، قد يُرتبط لون بشرة معين تلقائياً بالعدوانية في ذهن شخص ما، دون وعي كامل بهذا الربط. هذه الاستنتاجات التلقائية تُؤثر على تفكيرنا وسلوكنا دون أن ندركها، مُشكّلةً أساس التعصب الضمني.

• دور التجارب الشخصية في تشكيل التحيزات الضمنية.
• تأثير البيئة الاجتماعية على تكوين الروابط الذهنية.
• آليات الاستنتاج التلقائي و تأثيرها على السلوك.

قياس التعصب الضمني:

يُستخدم اختبار الجمعية الضمنية (IAT) على نطاق واسع لقياس التحيزات الضمنية. يُقيس هذا الاختبار سرعة استجابة الأفراد لروابط بين مفاهيم مُختلفة (مثل: الرياضيين من أصول إفريقية وكلمة "سريع"). الاستجابات الأسرع تُشير إلى وجود جمعيات ضمنية أقوى. لكن من المهم الإشارة إلى أن نتائج اختبار IAT ليست قياساً كاملاً أو دقيقاً لـ التعصب الضمني، فهي تحتاج إلى تحليل نقدي مُعمّق. كما أن العديد من الأبحاث استخدمت اختبار IAT لدراسة التعصب الضمني في الرياضة، مُساعدةً في فهم التحيزات الضمنية لدى اللاعبين، الحكام، والجمهور.

• مفهوم اختبار الجمعية الضمنية (IAT).
• محدوديات اختبار IAT و أهمية التحليل النقدي للنتائج.
• أمثلة على أبحاث استخدمت IAT في دراسة التعصب الضمني في الرياضة.

أشكال التعصب الضمني في سياقات مختلفة:

يأخذ التعصب الضمني أشكالاً مُتعددة، منها:

• التعصب الضمني على أساس الجنس (الجندر): في عالم الرياضة، قد يُظهر هذا التحيز الضمني عبر التصورات النمطية حول قدرات الذكور والإناث في رياضات مُحددة. قد يُقلل البعض تلقائياً من قيمة إنجازات الرياضيات مقارنةً بالرياضيين، دون وعي كامل بهذا التحيز.

• التعصب الضمني على أساس العرق: قد يُؤدي التعصب الضمني إلى تقييم أداء اللاعبين من خلفيات عرقية مُختلفة بطريقة مُتحيزة، مُفضلاً لاعبين من مجموعات عرقية معينة على حساب آخرين.

• التعصب الضمني على أساس الدين: يمكن أن يؤثر التعصب الضمني على فرص اللاعبين من ديانات مُختلفة، مُعرّضاً إياهم للتحيز في التشكيلات أو التقييمات.

3. تأثيرات التعصب الضمني:

التأثير على الأداء الرياضي:

يُؤثر التعصب الضمني سلباً على الأداء الرياضي على مُستويات مُختلفة:

• على اللاعبين أنفسهم: يُمكن أن يُؤدي التعصب الضمني إلى انخفاض الثقة بالنفس و زيادة الضغط النفسي لدى اللاعبين من مجموعات مُهمّشة.
• على الحكام: قد يُؤثر التحيز الضمني على قرارات الحكام، مُفضّلاً فرقاً أو لاعبين مُعينين.
• على الجمهور: قد يُعبّر الجمهور عن التعصب الضمني من خلال السلوكيات العدائية أو التعليقات المُتحيزة.

التأثير على فرص المساواة:

يُحدّ التعصب الضمني من فرص المساواة في الرياضة، مُؤثراً على:

• تمثيل اللاعبين من خلفيات مُختلفة في المُستويات العليا.
• اختيار المدربين واللاعبين بناءً على التحيزات الضمنية.
• توزيع الموارد و الفرص بشكل غير عادل.

التأثير على روح الرياضة والمجتمع:

يُساهم التعصب الضمني في خلق بيئة رياضية غير صحية، مُؤثراً سلباً على:

• روح الرياضة و قيمها مثل التسامح والاحترام.
• التعايش السلمي و التفاهم في المجتمع.
• دور وسائل الإعلام في نشر أو مكافحة التعصب الضمني.

4. الخاتمة: التغلب على التعصب الضمني

يُلخّص هذا التقرير أهمية فهم التعصب الضمني وتأثيراته الخطيرة على المجتمع وعالم الرياضة. يُؤثر التحيز الضمني سلباً على الأداء الرياضي، فرص المساواة، وروح الرياضة بشكل عام. للتغلب على التعصب الضمني، نحتاج إلى التعليم والتوعية والوعي الذاتي. يجب علينا جميعاً التعرف على التحيزات الضمنية الخاصة بنا، ومحاولة التغلب عليها من خلال التدريب والثقافة. دعوة للجميع للبحث بشكل أكثر عمقاً في موضوع التعصب الضمني والتعاون لمكافحته في مجتمعاتنا و بناء مجتمع رياضي متسامح خالٍ من التحيز الضمني.